كيف نشأت اللغات ؟
سؤال يتبادر لذهن العديد من طلاب العلم ومن المهتمين بدراسة اللغات حيث نجده يسأل : كيف نشأت اللغات ، وهل قبل أن يتكلم آدم بلغته – ونقول بلغته ؛ لأن هناك خلاف في اللغة التي كان يتكلم بها آدم عليه السلام – قبل أن يتكلم بلغته كيف كان يتعامل مع حواء ومع الملائكة ومع أولاده ، وهكذا يعني ؟ وكيف عرف اللغة ومن أين جاءته ؟ وهل ألهمه الله إياها ؟ أم اكتسبها من محاكاته للمخلوقات؟ وهذا هو المقصود من سؤال : ما هي نظريات نشوء اللغة ؟ إن هذا السؤال هام ، برغم أنه ليس له موقع من البحث الآن ولكن لا مانع من أن نعرج على تلك النظريات ، فقد تعددت ولكن أهمها ما يلي :
النظرية الأولى : نظرية الوحي والإلهام . ومضمونها باختصار شديد أن الله أوحى لآدم عليه السلام بها وألهمه إياها بعد أن علمه النطق .
النظرية الثانية : نظرية المحاكاة والاكتساب . ومضمونها باختصار شديد أن آدم كان يقلد أصوات الحيوانات ومظاهر الطبيعة التي تحدث أمامه ، ثم طورها بعد ذلك وارتقى بها .
النظرية الثالثة : نظرية الوضع والاتفاق . ومضمونها باختصار شديد أن آدم ارتجل هذه اللغة ووضعها ، حيث وضع الأسماء للأشياء وتبعه من بعده وهكذا، وهذه النظرية أضعف النظريات.
هناك نظريات اخرى لا مجال لعرضها هنا . وهذه النظريات لا تختص بلغة معينة إنما تتحدث عن نشأة اللغة بصفة عامة كأصوات يعبر بها الناس عن أغراضهم ، لكن إن بحثنا عن نشأة لغتنا العربية فإن الكلام عليها كثير جدا وسيأتي معنا بعد ذلك .